إشتياق

صباحي يضجُ بأنينِ الإشتياق ، وكأنما قهوتي قد إزدادت مرارةً منذ غيابك ؛  فأنا أشتاقك حتي الإختناق، وبين الفينةِ والأخري يجتاحني الحنينُ كريشةٍ عصفت بها الرياح فلم تجد السبيل الي النجاة ، فباتت تجوب الاجواء و تساؤلٌ موجعُ  يُلح بها "هل ياترى يفتقدني ذاك الطائر ؟ هل يبحث عني كما أبحث عنه ؟ "

أولم يقل مولانا جلال الدين الرومي ماتبحث عنه يبحث عنك ؟ أين أنت إذاً يامن بحثتُ عنك حتى بين طياتِ الكتب وبين زحامِ مخيلتي وأوراقِ مذكراتي ؟

وكطفلٍ ينتظرُ العيد لأول مرة ؛أطيلُ النظر لذاك الهاتف دون هوادة وكلي أملٌ أن تستيقظَ  يوماً بحثا عن صوتي قبل أصوات المدينة والصخب .

فأنا أفتقدكَ بقدرِ حباتِ المطر التي تداعب الأنسام .. لا بل حتى بقدر تلك التي لم تهطل ، ولكن دون جدوى فلا غائب يعود لفرطِ الشوق ولا غد يأتي حاملاً معه تباشير اللقاء . فكلانا يعلم أننا لن نلتقي سوى بين أحباري وأوراق الدفاتر المنهكةِ من فرطِ الكتابةِ عليها .وهاهو يومٌ آخرٌ يمضي كغيرهِ وكعادتي كل مساء  أجالس شوقي علي شرفتي وأُطرق السمع  لخفقات قلبي تمازج أنغام الفرقة الذهبيه وهم يعزفون رائعة كوكب الشرق "ألف ليله" أحقاً قد مضت ألف ليلةٍ علي آخر لقاءٍ  لنا ؟ وكأننا لم نلتقي سوى لنجسد هذي الكلمات علي أرض الواقع .

 أحتضن دفتري وقلمي وأُطرق السمع لقلبي كي أكتبَ لك ما لن تقرأه يوماً.

أتذكر حين سالتني عن الحب فضحكتُ في توترٍ دون أن أقوى علي الرد ؟ اليوم كتبت لك ردي ؛ ذاك الذي لم أقوى علي الحراك حين جال بخاطري فضحكتُ عوضاً عن التلعثم ، رغم علمي أني قد تأخرت أعواماَ من الشوق بحثاً عن جواب ، أكتبُ لك بأنفاسٍ متهدجةٍ وعيونٍ غالبها النعاس :  

"الحب ياقدري يمٌ ثائرٌ لايعتريه الخوف من ذكر الزوال

إن حاول الآلاف رسم البعد في ذهني وفكرك لن يكون سوى بقايا شوقنا عادت لتعبث بالظلال

"لقد عشقتكِ ذُبت كلي وإشتعلت"

قلتَها دون إكتراثٍ لإنهزام  الشوق في قلبي وللحب العضال

قد قلتها لي بكرةً وترددت في جوفِ روحي بالضحى وترنمت بها مهجتي طرباً مع الآصال

فلقد عشقتكَ وإصطفيتكَ دون غيرك

وازددتَ في ذهني البسيطِ توغلاً

أُقاسي دونك في النوي الأهوال

ماذا إذا ؟

ماذا إذا فارقتَني في غفلةٍ مني وبِتُ أكابرُ دمعيَ الهطال

ماذا إذا مات الهوى وتحطمت  عند الصخورِ سفينةُ الآمال

فكما ذكرت … الليل قد سرق الأماني والخواطر والوعود

فالليلُ قد يسبي أهازيجَ المحبةِ والخيال

الليلُ قد يُلبس من يؤذيك ثوباً من محاسنَ في الصفاتِ وفي الخصال

فالليلُ لا يكذب

ولكن يُثمل العشاق بخَمرة الأشواق والحبِ المحال